مقدمة
مرحلة مليئة بالمشاعر المختلطة، حاسس إنه هم وانزاح، فرحان، وفي نفس الوقت مش عارف تعمل إيه، مقلق من اللي جاي، الروتين اللي كنت متعود عليه اتكسر مرة واحدة ومش عارف تملى اليوم بإيه بالزبط.
في الأول هتكون فرحان بفترة البريك دي، مافيش مسؤوليات قاعد مع أهلك ممكن بتخرج شوية أو بتلعب أو بتتفرج على أي محتوى، الوقت مش فارق كتير، دي استراحة محارب في الآخر، حقك.
You have earned it!
بعد شوية بتحس إنك خلاص شميت نفسك وتبدأ أحاسيس اللخبطة، والقلق تستولي على الجو العام.
هعمل إيه!؟ ماذا بعد!؟
سؤال المرحلة!
لو عليك خدمة في الجيش هتكون غالبا بتفكر لسه في الفترة دي وحامل همها بالذات لو قريبة (ممكن نتكلم عن الخدمة دي في مرة تانية أكتر) ولو لسه قدامك حبة أو مالكش جيش هتبقى بتفكر طيب أعمل إيه في الفترة دي؟
خليني أقولك يا أخي/أختي العزيز/ة إن الإجابة الحقيقية هي:
ما حدش عارف حاجة.
.اسمحلي أشرح أكتر..
كل حد مننا الماضي والحاضر بتوعه مختلفين عن غيره، التجارب والبيئة والأهل والظروف المحيطة أوقات كتير بتكون عوامل مالناش تحكم فيها قوي، بشكل أو بآخر ممكن تخلي اختيارات معينة أنسب لحد عن حد تاني.
فمافيش إجابة مطلقة للكل، الفرص اللي بتجيلك ممكن تكون مابتجيش لغيرك، وهل هي مناسبة ولا لأ دي حاجة تختلف منك إنت لحد تاني.
مافيش حد يقدر يقولك أنا خلاص اكتشفت أسرار الحياة دي وأقدر أقولك إيه الصح المطلق اللي المفروض تعمله، إلا لو هيكون كلامه abstract زيادة عن اللزوم وما بيديش خطوات ملموسة تقدر تنفذها فعلا، أو يكون ببساطة بيكدب.
لا محدودية الاختيارات
واحدة من أصعب وأجمل الحاجات في المرحلة دي بالذات هي إنك بتحس بشكل ما إن الاختيارات لا محدودة:
أسافر ولا أكمل في مصر؟
أكمل دراسات عليا ولا أكتفي بالبكالوريوس؟
أتجوز دلوقتي ولا أصبر شوية لحد ما رجلي تتقل في وظيفة؟
لو هسافر أسافر فين وإمتى؟
أقعد في القاهرة ولا أفضل في محافظتي؟
وغيرها من الأسئلة اللي ممكن تيجي في بالي في الوقت دا.
لوهلة بتفكر إن كل قرار من دول ممكن يوصلك لمستقبل شكله مختلف تماما عن لو خدت قرار تاني.
إسمحلي أقولك إن دا مش بالضرورة يكون صح، قرارات كتير في حياتنا بيكون فيه فرصة نغير رأينا فيها بعد شوية، وفرص كتير بتيجي تاني بأشكال مختلفة، مع كامل الاحترام ل Eminem.
It’s rarely “one shot one opportunity”.
بالرغم من ذلك مش دايما بنكون عارفين الفرصة هتتكرر ولا لأ وأوقات كتير بنـ stress كل حاجة تقريبا.
خليني أساعدك شوية تفك اللخبطة دي وتقرر لنفسك.
التعامل مع اللخبطة
طلع ورقة وقلم أو أي برنامج يسمحلك تكتب notes وابدأ اكتب انت حاسس إيه وبتفكر في إيه
في الأول هتلاقي كل الكلام طالع بشكل ملخبط، مافيش نمط، مافيش ترتيب، بس دا مجرد إحساسك الداخلي، أفكارك، ومشاعرك.
ما تهملهاش، دي أقرب حاجة لروحك تقدر تلمسها.
بعد ما تكتب كل اللي في بالك من “اللخبطة” دي هتبدأ تلاحظ تبلور الأفكار، هتبدأ أما تبصلها تاني تفهم إيه اللي ملخبطك وإيه اللي حاسس بيه بشكل أوضح من الأول.
ما توقفش هنا.
ابدأ قسمهم لنقط منفصلة وفكر في كل نقطة منهم، نقطة السفر نقطة الجواز مثلا وهكذا.
كل واحدة منهم طبّق فيها نفس الكلام، اكتب حاسس بإيه وبتفكر في إيه إلخ ومع الوقت هتبدأ الأفكار تتبلور بردو
كرر العملية دي لحد ما توصل لحاجة زي خريطة مكتوبة لأفكارك ومشاعرك الملخبطة.
مشكلة: الجهل بالمجهول
بشكل عام ممكن تصنف معرفتك بأمر ما ل 3 أقسام:
1. حاجات عارفها
2. حاجات عارف إنك مش عارفها
3. حاجات مش عارف إنك مش عارفها
النوع الأول حلو وجميل.
النوع التاني سهل نسبيا تتعامل معاه، هتدور على اللي مش عارفه لحد ما تعرفه، وبوجود محركات البحث وال AI في وقتنا دا خلت الموضوع أسهل من أي وقت مضى
المشكلة تبدأ تظهر في النوع التالت، جزء كبير من اللخبطة اللي هتقابلها هيكون نابع من النوع دا.
للأسف الشديد مافيش طريقة سحرية انك تتعامل مع النوع التالت دا بشكل مباشر.
عاوز تعرف حاجة إنت مش عارف إنك مش عارفها، الطريق غالبا بيكون إنك تعرف حاجة إنت عارف إنك مش عارفها، واما تعرفها هتعرف حاجة تانية إنت مش عارفها، وهكذا، بتلاقي نفسك عرفت حاجات ما كنتش تعرف إنك مش عارفها، يا كده يا إما عن طريق الصدفة.
باختصار، بسعة الاطلاع فقط تقريبا ممكن تتعامل مع النوع التالت. حاول بس تخلي مجهودك موجّه صح، يعني شوف الحاجة اللي انت حاسس إنك ما تعرفش فيها أي حاجة وعندك فيها لخبطة كبيرة ودور على مجتمع أو وسط علمي بيتكلم في المواضيع دي أكتر هتلاقي كل شوية نور بينور في دماغك بيوضحلك الحاجات اللي ما كنتش تعرفها دي
الموضوع أقرب بخريطة المدن الغير مستكشفة في ألعاب ال MMORPG واللي مجرد ما تستكشفها بتدأ تنور
Disclaimer
الطريقة اللي قلتها فوق دي هي الطريقة اللي أنا بحاول أرتب بيها أفكاري،
الموضوع بياخد وقت، فمش لازم يتعمل في مرة واحدة ولا في كام يوم ورا بعض حتى، أوقات كتير بحطها ك todos وابص عليها بعدين وابقى افكر فيها، المهم ما تسيبش نفسك للمياه وتقول هي هترفعني، عشان أحيانا الموج بيكون غدار وممكن ياخدك لحتت إنت ما كنتش تحب تروحها أو أسوأ ممكن يغرقك.
دايما أحسنلك تكون الصورة أوضح شوية في دماغك وعارف إنت عايز إيه وحاسس بإيه وعندك self awareness.
فين الإجابة؟
أنا عارف اني شبه ما جاوبتش على أي سؤال كان عندك بشكل مباشر، بس أتمنى أكون ساعدتك تعرف إزاي إنت تجاوب على أسئلتك بنفسك.
لأن صدقني في الحياة الحقيقة، مافيش أي قرار تقريبا بيبقى one size fits all.
فانت محتاج بناء على ظروفك، رغباتك، احتياجاتك، طموحاتك، ومشاعرك، تبص لكل قرار أو فرصة موجودة قدامك وبعدين تقرر هتتعامل معاها ازاي بالطريقة اللي تناسبك إنت. وفي رأيي دي الطريقة الوحيدة الصح.
إوعى تخلي حد تاني يقررلك حياتك، إنت اللي هتعيشها، إنت اللي هتتحمل العواقب سواء إيجابية أو سلبية، فخليك قدها وقرر لنفسك.
مشكلة: صعوبة اتخاذ قرار حكيم!
لو كانت سهلة، ما كانش حد بقى متلخبط!
انك تاخد قرارات حكيمة دي مش حاجة سهلة إطلاقا، دي حاجة بتستلزم إنك إنت كشخص تكون على قدر كويس جدا من العلم والحكمة، واحنا في وقت كتير فيه اللي شاطر في مجال تخصصه وغبي جدا في نواحي الحياة المختلفة.
واحدة من عيوب الغباء: إن صعب تكون غبي وعارف إنك غبي.
ف صدقني، كتير مننا هذا الشخص وما نعرفش.
طب أنا بإيدي أعمل إيه؟
اللي بإيدك تعمله هو:
حاول توسع اطلاعك في أمور الحياة الأساسية: زي الدين، الصحة، العلاقات، الفلوس، وغيرها.. وما تكتفيش بإنك تقعد تسف كتب وكورسات في مجال تخصصك العملي فقط.
ارجع لأهل العلم والخبرة:
دور على حد يُشهَد له بالحكمة والعلم في تخصص معين أو في المكان اللي تحب تكون فيه في جانب من جوانب الحياة واسمع منه ومن غيره وبعدين قرر إيه يناسبك
استخير ربنا في مختلف أمور حياتك:
القدر من الحاجات اللي ما بنقدرش نتحكم فيها، فالاستخارة والدعاء عشان ربنا يوجهك للقدر اللي فيه خير ليك، وكده كده بتؤجر عليها.
اسأل اصحابك (لو كويسين):
الصاحب يعرف عن صاحبه أحيانا أكتر من أهله، فأما تعوز نصيحة متفصلة عليك انت، أحيانا بيكون أحسنلك تسأل حد من اصحابك، بالذات شخص عاقل وعارفك كويس ويحب ليك الخير، وبردو اسمع منه ومن غيره وقرر إيه يناسبك.
إنك تسمع من غيرك، وتقرأ وتدور هيخليك توصل لآراء ونصائح ووجهات نظر وتجارب مختلفة و أوقات كتير متضاربة، والطريقة ال
وحيدة إنك تتعامل معاها هي إنك تعديها على الفلتر العقلي بتاعك.
المفروض الفلتر دا يساعدك تعرف الأصح ليك إنت.
و مع مرور الوقت وسعة الاطلاع وخبرات الحياة وانك تمرن نفسك على مهارات التفكير المختلفة، الفلتر دا بإذن الله جودته هتتحسن وتبقى دقته في إنه يقولك فعلا إيه الأصح ليك أعلى.
أتمنى تكون استفدت ولو حاجة بسيطة، وربنا يوفقك في حياتك ويلهمك الرشد والصواب.